العطل الفني المدروس
- shvt965
- 20 يوليو 2024
- 2 دقائق قراءة
في اليوم السابق حدثت أزمة كبيرة بسبب الخلل الذي أصاب النظام العالمي لمنصات بعض الشركات العالمية، مما أثر ذلك بشكل مباشر على أنظمة تشغيل الرحلات الجوية حول العالم، حيث استخدمت بعض المطارات "السبّورة" لإعلام المسافرين عن رحلاتهم بدلاً من الشاشة الإلكترونية، وباليد الأخرى ذكرت إحدى العرّافات ما سيحدث قبل الحادثة بفترة بسيطة، على ماذا يدل ذلك؟

ماذا لو؟
في عصرنا الحديث، أصبح الإنترنت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، نستخدمه للعمل، للتواصل الاجتماعي، للترفيه، للحصول على المعلومات، وأيضاً للتسوّق، إذ أنه حرفياً دخل في كل مكوّنات حياتنا، إن الإنترنت هو عصب حياتنا المعاصرة. لكن، ماذا لو استيقظنا يوماً ووجدنا أن الإنترنت قد اختفى؟ كيف ستبدو حياتنا بدون انترنت؟
فلاش باك
لمحة بسيطة عبر التاريخ، أول مرة تم فيها إيداع الرواتب للعمال عبر البنوك تعود إلى أوائل القرن العشرين أي قبل مئة سنة تقريباً، وكان تعداد السكان آنذاك يُقدّر بحوالي 1.6 مليار نسمة، وتحديداً حوالي عام 1900، أما اليوم فإن آخر تعداد للسكان كان 8.1 مليار نسمة. فهل من المعقول أن يتوجّه العالم إلى النظام الورقي؟ أنه أمر غير وارد على الإطلاق بسبب الكثافة السكانية. إلّا إذا أصبح العالم يوماً ولا يحمل سطح أرضها إلا "المليار الذهبي".
تحت الضغط
إن العالم يواجه ضغوطات دول المركز وبالأحرى الولايات المتحدة الأمريكية، فعلى الرغم من أن الإنترنت متاح للجميع إلّا أن خادم الويب "السيرفر" تحت سيطرة الأخير وهو الذي يتحكم به، إذ أن العطل الفني أصاب شركة مايكروسوفت على وجه التحديد فتعطّلت أغلب الخدمات التي تقدّمها حول العالم، وما هو إلّا دليل على حجم القوة المُسيطرة على التكنولوجيا الحديثة. فهل سترضخ الدول للأيدلوجيا الأمريكية مُقابل الخدمات التي تُقدّمها للعالم؟
الحذر
إذا كانت الإجابة "نعم"، فهل الأيدلوجيا الأمريكية مُرحّبٌ بها؟ - تجدر الإشارة بأن أغلب ما يشهده العالم من فساد أخلاقي ودمار في منطقة الشرق للأخير يدٌ بها. وإذا كانت الإجابة "لا" فماذا سيكون المقابل؟ - إذ أن الفئة التي سيكون عليها الضرر الأكبر هم البُسطاء والمستهلكون، وذلك ما يدفعنا إلى أن نتساءل، هل نحن مُقبلون على أن نشهد بداية النهاية لفئة الطبقة الوُسطى؟
ربط بعيد
من المستحيل أن يتم التخلي عن الإنترنت بسبب الكثافة السكّانية. الحرب الباردة بين عمالقة الدول العظمى قائم اقتصادياً، تكنولوجياً، أخلاقياً، ودينياً. وجود الذكاء الاصطناعي واحتمالية التخلي عن العنصر البشري في كثير من الوظائف. الفوضى الاقتصادية للدولار الأمريكي والسياسات التي ترتّب عليها العمل على تغيير العملة الورقية، سعر أونصة الذهب الذي أصبح اليوم في أعلى مستوياته، وغيرها من المؤشرات التي تنوّه على خطر ما كبير واجه عالم اليوم ويلوّح بالأفق.
الختام
كشف برنامج تيك توك الستار على الكثير من المستهلكين، إذ أنهم على أتم الاستعداد للتخلي عن المبادئ والقيم مُقابل بضع دولارات تدخل في حساباتهم البنكية، يا تُرى ما هو ما أنت مستعد للتخلي عنه مُقابل أن يكون عصب الحياة "الإنترنت" مستمر على شكله الحالي؟
コメント