top of page

تمكين المرأة

  • صورة الكاتب: shvt965
    shvt965
  • 27 يوليو 2024
  • 2 دقائق قراءة

تمكين المرأة هو مصطلح شائع في النقاشات حول حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية. يُفترض أن يُعنى هذا المصطلح بتعزيز قدرة النساء على تحقيق إمكاناتهن الكاملة وضمان حقوقهن في جميع جوانب الحياة. لكن من الضروري توضيح أن فهم هذا المصطلح يتطلب تميزًا دقيقًا بين تحقيق العدالة والمساواة، خصوصًا في السياق الإسلامي الذي يُقدّر العدل بشكل كبير.


المفهوم الإسلامي للعدل والمساواة

الإسلام، كدين شامل، لا يتعامل مع المساواة بمفهومها المطلق كما هو الحال في بعض النظم الاجتماعية الغربية. بدلاً من ذلك، يُركّز الإسلام على تحقيق العدل، الذي يُفهم على أنه إعطاء كل شخص ما يستحقه بناءً على احتياجاته وظروفه الخاصة. هذا يشمل تمكين المرأة وفقًا لاحتياجاتها ولعب دورها الفعال في المجتمع دون المساس بحقوق الرجال، فالله يقول {وليس الذكر كالأنثى}.


النقد والتحليل

1. العدل مقابل المساواة:

في الإسلام، العدل لا يعني بالضرورة المساواة التامة في جميع الأمور. بدلاً من ذلك، يعني تحقيق العدالة تلبية احتياجات كل فرد وتقدير ظروفه الخاصة. لذلك، تمكين المرأة في الإسلام يُفهم على أنه دعم وتمكين وفقًا لاحتياجاتها ومساهمتها في المجتمع، وليس على حساب حقوق الرجال أو تقديم تفضيل غير عادل.


2. التوازن بين الحقوق:

بدلاً من النظر إلى تمكين المرأة كعملية لتعزيز حقوق النساء على حساب الرجال، يُنظر إلى العدل في الإسلام كوسيلة لتحقيق التوازن بين حقوق جميع الأفراد. هذا يتطلب مراعاة حقوق الجميع وإيجاد توازن عادل بين الجنسين، حيث يتم تقدير كل طرف بناءً على ما يقدمه ويحتاجه. في سياق الحقوق والواجبات، يتمتع كل من الرجل والأنثى بحقوق متساوية إن صح التعبير فجميعنا من الناس. أما بالنسبة للواجبات، فتختلف بناءً على الثقافة والقوانين، ولكن يتطلب الأمر التعاون والاحترام المتبادل في الأدوار الأسرية والمهنية. الهدف هو تحقيق التوازن والعدالة بين الجنسين مع الحفاظ على الحقوق والاحترام المتبادل بين الجميع.



الاتجاه نحو الفهم الإسلامي للتمكين

1. تعزيز الفهم العادل:

تمكين المرأة في إطار إسلامي يجب أن يُفهم ضمن مفهوم العدالة، حيث يُدعم كل فرد بناءً على احتياجاته ومساهمته في المجتمع. يجب أن تكون السياسات والممارسات مبنية على تقدير كل فرد بما يتماشى مع تعاليم الإسلام حول العدل والإنصاف.


2. تطوير سياسات شاملة:

يجب أن تكون السياسات التي تهدف إلى تمكين المرأة مصممة بشكل يعزز العدالة لكل الأفراد. في الإسلام، هذا يعني دعم النساء بشكل يتماشى مع مبادئ الدين ويأخذ بعين الاعتبار حقوق الجميع، بدلاً من التفضيل غير العادل لطرف على آخر. حيث يجب النظر في قانون الأحوال الشخصية بشكل خاص.


3. تحقيق العدالة الفعلية:

حبّذا أن يتم تسليط الضوء على حقوق المرء وواجباته من قِبل، فالثقافة الغربية قد اكتسحت وغزت ثقافتنا العربية، إذ أن الكثير من المفاهيم والعادات التي ترعرع عليها المجتمع الشرقي أصبحت تتلاشى قيَمها، وإعادة النظر في بعض القوانين التي سُنّت بتمكين المرأة على حساب الرجل، الأسر في تشتّت وضياع إلا ما رحم الله.


خاتمة

في النهاية، فهم تمكين المرأة في ضوء المبادئ الإسلامية يتطلب التمييز بين مفهوم المساواة الشاملة وتحقيق العدالة. الإسلام لا يقبل المساواة التامة كهدف، بل يركز على تحقيق العدالة من خلال تلبية احتياجات الأفراد والتقدير المناسب لكل منهم. لذا، يجب أن تُفهم السياسات والممارسات الخاصة بتمكين المرأة على أنها تهدف إلى تحقيق التوازن والعدالة وفقًا لمبادئ الدين، بدلاً من تقديم تفضيلات غير عادلة. والأجدر أن تكون التوعية بما أنزل الله حصراً.

 

 
 
 

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
Post: Blog2_Post
  • Twitter
  • Instagram

©2024 by سليمان احمد الحوّاج✨. Proudly created with Wix.com

bottom of page